أجمل منتحرة في العالم

في بداية شهر مايو سنة 1947، سمع المارة أسفل مبنى امباير ستيت الشهير في نيويورك، صوت تحطم مكتوم، وسرعان ما رأوا هذا المشهد المؤثر، شابة جميلة جدا، تستلقي في سلام كأنها نائمة، فوق سيارة ليموزين كاديلاك انبعجت من أثر سقوط الفتاة عليها من ارتفاع 86 طابقا، أي 320 مترا.

على الرغم من الارتفاع الهائل، فقد بدا جسد الفتاة إيفيلين مكهيل كأنه سليم تمام، كانت تستلقي في أناقة وقد وضعت إحدى ساقيها فوق الأخرى، ترتدي عقدها اللؤلؤي وقفازاتها البيضاء، بالقرب منها كان يمر بالمصادفة طالب تصوير يدعى روبرت سي ويلز، التقط لها هذه الصورة بعد 4 دقائق فقط من وفاتها، ونشرت الصورة في مجلة لايف يوم 12 مايو 1947.

كانت ايفيلن فتاة عادية في الرابعة والعشرين من العمر، تنتظر زواجها بعد أقل من شهرين من خطيبها باري رودس المتخرج من كلية سلاح الجو، نشأت إيفيلين بين 7 من الأخوة والأخوات في واشنطن، انفصل أبواها واحتفظ الأب بحضانة الأطفال السبعة، انتقلت إلى نيويورك وعملت محاسبة، قبل انتحارها مباشرة، في 30 أبريل، زارت خطيبها باري لتهنئته بعيد ميلاده الرابع والعشرين، وأوصلها خطيبها إلى محطة القطار وقبّلها، وقال في ما بعد إنها "بدت كأي فتاة طبيعية مرحة ومقبلة على الحياة"، كان ينتظر أن يقام زفافهما في منزل شقيق باري بعد أقل من شهرين.

لكن في الساعة العاشرة، وأربعين دقيقة من صباح اليوم الذي قررت فيه إنهاء حياتها، قفزت إيفيلين من أعلى امباير ستيت، كانت الشخص الثاني عشر الذي ينتحر من فوق هذا المبنى الشهير الذي أنشيء سنة 1931، وخلف النافذة التي قفزت منها، تم العثور على كراسة مذكرات فيها هذه الكلمات" لا أريد لأحد من عائلتي أو خارجها أن يرى جسدي، أحرقوه، أتوسل إليكم فهذه هي أمنيتي الوحيدة، طلب مني خطيبي أن أتزوجه في يونية المقبل، لكني لا أصلح زوجة لأي شخص، اسألوا والدي، إن لدي الكثير من ميول أمي".

تم التعرف على جثمانها من خلال شقيقتها هيلين، وتم حرق جسدها استجابة لرغبتها.